آخر الأحداث والمستجدات
تأهل مسرحية "الناقوس" لإعدادية المسيرة بالراشيدية إلى الإقصائيات الجهوية للمسرح التربوي التي ستنظم بمكناس
تعد المشاركة الفعالة للتلميذ في المسرح المدرسي أو التربوي، عاملا مهما في إغناء الجوانب الفنية الأخرى لديه، إذ أن وقوف التلميذ على خشبة المسرح المدرسي، تنمي لديه بشكل أو بآخر التذوق الموسيقي وتطور الروح التشكيلية كما أن التلميذ يختبر قدرته على الغناء والتعرف على صوته وقدرة جسمه، وكذلك القدرة على التخيل والتركيز والاسترخاء إلى جانب تنمية الحس المعماري لديه، مع العلم انه حين يشارك في التمثيل الذي يرتكز على الصراع والعواطف والأزمات ينمو لديه من خلال ذلك أيضا العمل التعاوني الجماعي والتوعية القومية بالبيئة والحياة وتنمية ميول التلاميذ والاستخدام المثمر لأوقات فراغهم...
وهناك أهمية أخرى للمسرح المدرسي هي تأثيره في الجانب الاجتماعي والنفسي .. فلا يمكن تكامل التغييرات الاقتصادية والسياسية إذا لم يتواز معها التغيير في العادات والسلوك والأخلاق والوعي ، وإحدى الوسائل الفعالة في تكامل المجتمع وتقدمه هي التربية بشكل عام والتربية الفنية والمسرح المدرسي بشكل خاص، إذْ من خلال التربية نستطيع أنْ نعيد تشكيل العادات والأخلاق والسلوك الجديد ونقضي على الهوة بين التحولات الاجتماعية على صعيد القوانين وبين التطبيق اليومي الحياتي ، ومن خلال المسرح بالذات نستطيع خلق التوازن النفسي وإعطاء فرصة التعبير للتلاميذ عن كثير من الموضوعات التي تعكسها الحياة من حولهم، وقد ورثنا من الأجيال الماضية كثيرا من ألوان الكبت والضغط الانفعالي وكثيرا من الخوف بكل أنواعه .
لذلك فإن من بين الوظائف الهامة التي يمكن إن يؤديها الفن في المدارس، هو إتاحة الفرصة للتلاميذ للتنفيس عن مكنوناتهم والإفصاح عن الانفعالات المخزونة التي هي وليدة ماضي بغيضٍ، تلك الانفعالات التي هي نوع من الاستكانة والرهبة والإحساس بضرورة الاستسلام للأمر الواقع على انه لا يمكن تبديله ... حين ما تتفتح كل هذه الروح الانطوائية داخل العمليات الفنية إنما نعيد إلى المتعلم شيئا من صحته النفسية ونعوده كي يجابه الحقيقة ويكون ايجابيا في حياته، كل ذلك بدون أن يشعر، لأنه إنما يمارس هذه الجوانب من خلال التعبير عن التخلف وتحويله إلى طاقة بناءة .
وفي ظل هذا الدور الذي صار يلعبه المسرح المدرسي في حياة التلاميذ، وفي ظل الأهمية التي بات يكتسيها هذا الفن داخل المؤسسات التعليمية المغربية، تم الإعلان أمسٍ الأحد 23 مارس 2014م، عن تأهل مسرحية "الناقوس" لإعدادية المسيرة بالرشيدية إلى الإقصائيات الجهوية للمسرح التربوي بالسلك الثانوي الإعدادي والتأهيلي المزمع تنظيمها بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت.
وتم خلال المهرجان الإقليمي الأول للمسرح التربوي، الذي نظمته أمس الأحد المندوبية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية تحت شعار "مؤسسة تعليمية بدون عنف"، ترشيح مسرحية "الناقوس" لتمثيل الإقليم في هذه الإقصائيات.
وتروم هذه التظاهرة التربوية الثقافية والفنية، التي شاركت فيها إلى جانب إعدادية المسيرة، ثانوية الحسن الثاني بالريصاني بمسرحية "الرشوة"، والثانوية التقنية بالرشيدية بمسرحية "حلم في الزمن الآخر" وثانوية الحسن الأول بأوفوس بمسرحية "عباس انتلاس"، التي قدمت عروضا متميزة تتناول عدة قضايا اجتماعية. كما تهدف إلى رد الاعتبار للمؤسسة التعليمية العمومية وجعلها فضاء تربويا جذابا ومفعما بالحياة ومستقطبا لكل الإبداعات والطاقات من خلال بلورة برامج تربوية تنشيطية مبنية على تشخيص واقع التلميذ في المؤسسة بغية تغيير وتحسين السلوكات الشخصية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية بالنيابة الإقليمية للتربية الوطنية أن اختيار "مؤسسة تعليمية بدون عنف" شعارا لهذه الدورة يحمل دلالة عميقة في حقل التربية والتكوين، وذلك على اعتبار الوضع السائد في العلاقات الاجتماعية في الوسط المدرسي، مبرزا أن المنظومة التربوية تسعى من خلال برامجها إلى جعل المؤسسة التعليمية فضاء تربويا يعتز به التلاميذ ويكون امتدادا طبيعيا لحياتهم.
وشدد المسؤول على أن تحقيق هذا الهدف رهين ببلورة برامج تربوية تنشيطية مبنية على تشخيص واقع المؤسسة وحاجياتها ومجالات التدخل لتقويم ما اعوج فيها، داعيا إلى جعل المؤسسات التعليمية فضاء جذابا عبر القرب أكثر من التلميذ والاهتمام بقضاياه عبر تنظيم أنشطة مندمجة تمكنه من بناء شخصيته. وخلص إلى أن تفعيل أدوار الحياة المدرسية وترسيخ السلوك المدني لدى الناشئة يمر عبر جعل التلاميذ يجسدون شخصيتهم في أبعادها المختلفة النفسية والاجتماعية والوجدانية، علاوة على ما يحققه من إشباع لرغباتهم في اللعب والتقليد والمحاكاة والتعبير والإبداع وصقل الموهبة.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2014-03-24 22:15:46 |